الخميس، 8 سبتمبر 2011

تشخيص لواقع الصحافة و الممارسة الإعلامية في الجزائر بعد الاستقلال من 1962--------الى يومنا هذا



إن تاريخ الجزائر الإعلامي طويل جدا و مليء بالأحداث و التطورات التي شهدتها السنوات الفارطة و لعبت القوانين الإعلامية دورا في تكريس هذا التطور و رسم خارطة الممارسة الإعلامية و إذا اعتبرنا أن الصحافة الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي كانت صحافة جهادية لنيل الاستقلال فأن هاته الصحافة بعد نيل الاستقلال أخذت نفس المشهد لكن  لنيل حرية التعبير و الرأي ، و يمكن ان نشخص واقع الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال من خلال خمس مراحل هي :

1962-1982 : التبعية الإعلامية الفرنسية

عرفت الجزائر بعد الاستقلال إصلاحات للموروث الفرنسي الذي خلفه الاستعمار لكن ليس على كل المستويات حيث أن الإعلام الجزائري بقي يطبق قانون الإعلام الفرنسي الذي كان سائدا في فترة الاحتلال حتى سنة 1982 .

1982-1988 : الأحادية الحزبية و طغيان الولاء

 ترمز سنة 1982 الى إصدار أول قانون إعلام في الجزائر تحت نظام الحزب الواحد الذي كان يوجه الصحافة و يسيرها على طريقته تحت طائلة خدمة مصلحة الشعب و كانت الممارسة الإعلامية تتم على نطاق ضيق جدا لا يسمح للصحفي بالنقد او إعطاء أرائه مهما كانت او اتهام السلطة بل إبراز و إعلان كل ما يخدم مصالح السلطة بالدرجة الأولى و هنا نرى أن نظرية السلطة في الإعلام كانت قائمة بكل معاييرها و يمكن أن نرى مشهد الصحفيين المؤسف آنذاك حين كانوا مجرد أبواق للنظام الى غاية 1988 أين عرفت الجزائر منعرجا آخر .

1988-1999 تنفس مؤقت في حرية التعبير و ما واجهها في العشرية السوداء

ان الأوضاع التي عرفتها الجزائر سنة 1988 و خروج المعارضات السياسية للنظام أدت الى تكريس التعددية الحزبية و ما أتبعها من تعددية إعلامية التي كرست بقانون الإعلام الثاني في الجزائر سنة 1990بمرسوم تنفذي رقم 07/90 هذا الأخير تولد عنه الانفتاح النشري بشكل كبير فأصبح إضافة الى الصحف العمومية الصحف المستقلة و الصحف الحزبية و تذكر بعض المراجع أن عدد عناوين الصحف سنة 1990 وصل الى 100 عنوان ، لكن الحظ لم يحالف كثيرا الصحافة المكتوبة نظرا للأوضاع التي شهدتها الجزائر في العشرية السوداء فاغتيال محمد بوضياف الذي أدى الى إعلان حالة الطوارئ و رفع الجماعات الإسلامية للسلاح جعل من الصحافة المكتوبة الجزائرية تنزل الى الهاوية و ما نتج عن ذلك الوضع هو هروب الكفاءات الصحفية الى الخارج و عمليات القتل التي نالت تقريبا اكثر من 70 صحفي خلال عامين فقط كما عانت حرية التعبير بعد متنفس مؤقت الى الاختناق و التضييق من قبل السلطة كون أن بعض الصحفيين استغلوا هذه الحرية لإبراز أراء شخصية لخدمة المصلحة الخاصة و تفاوتت هذه الوضعية بين الصعود و النزول الى غاية تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مقاليد الحكم .

1999-2004 : مواقف السلطة ضد الصحافة

عرف حكم الريس في البداية ولادة عناوين صحف جديدة لكن مع رادع جديد كبل ايضا حرية التعبير و الرأي و ذلك بسجن عدد كبير من الصحفيين الذين كانوا ينتقدون السلطة و مستوى هذا الانتقاد ان كان موضوعي أو غير ذلك صار محل نقاش الأوساط الصحفية التي تضاربت في الآراء و و صل حدة سجن الصحفيين حقيقة في فترة الانتخابات التي نال فيها الرئيس كرسي الرئاسة في العهدة الثانية كما عُلقت الكثير من الصحف جراء معارضة أصحابها لنظام السلطة و يمكن أن نميز هاته الفترة بأنها عرفت أسلوب الترغيب ة الترهيب في الممارسة الإعلامية أو الصحفية بشكل خاص .

2004- الى يومنا هذا : التغيير القادم

و رغم ما عانته الصحافة إلا أنها ظلت تناهض من أجل كسب حريات أكبر و أوسع و تمثل هذا في زيادة عدد عناوين الصحف الذي يتصاعد ، و بالمقارنة مع الدول المجاورة فإن الصحافة الجزائرية تتمتع بقسط معتبر في جانب الحرية لكن في الصحافة المكتوبة فقط ليبقى مجال السمعبصري مرهونا و محتكرا من قبل السلطة الى غاية اليوم ، و مع هبوب رياح التغيير في العالم العربي راجعت السلطة بعض قراراتها في مجال الإعلام و الصحافة حين نهضت جهات صحفية بدعوى ضرورة التغيير لكسب مزيد من الحرية و التعبير و كانت الخطوة الأولى رفع التجريم عن جنحة الصحافة في المادة 144 مكرر1 من قانون العقوبات التي كانت تعاقب أية نشرية يومية أو أسبوعية أو شهرية يتم بواسطتها الإساءة إلى رئيس الجمهورية ، و مازلنا نترقب المزيد من الإصلاحات في هذا المجال .



هناك تعليق واحد:

  1. merit casino【Malaysia】 - XN Gaming
    merupakan situs slot online terpercaya, judi bola, slot gacor 메리트 카지노 고객센터 terbaik. Sebagai daftar situs judi online yang terbaik, seperti poker online, live casino online,

    ردحذف